Friday, December 26, 2008

...الرضى الوظيفي حقيقة وواقع أم خيال وسراب -2...

مفهوم الرضا الوظيفي
في بحث مفهوم الرضى معان كثيرة فمنهم من يطرحه بمعنى الوفاء أو الإخلاص أو التفاني أو الانتماء والولاء والتبني ويفسر من تعامل مع مفهوم الرضى بان المفردات السابقة ما هي إلا بذور وأبعاد الرضى وليست تعنيه تماما إنما ننتجه ونتطور منه.
وقدمه بعض الدارسين على انه ضد السخط، ونستطيع ان نجمع ان الرضى الوظيفي هو شعور بالراحة والاتزان والايجابية نحو الوظيفة. إنها نوع من صنع واقع جديد للعمل والنفس.
اذكر في صنع مفهوم للرضى حكاية غاية في الأهمية يوردها" بوب ديدنسكي" الفني في معمل شركة ريموجينكس عنونها بعبارة " اصنع واقعا جديدا يتسم بالرضى" يقول اعتدنا أيام الدراسة في الكلية على بيع الكتب من بيت إلى بيت ولقد كان شعارنا هو ان نصنع واقعنا الخاص بنا ويعني بهذا انه حالما يحقق رقما قياسيا من حيث رقم المبيعات فان ذلك يحدث تغييرا في مجمل نظرتنا إلى عملنا فمثلا لو كان الرقم القياسي هو بيع عشرين من الكتب في أربع ساعات ثم حدث ان قام احد بتجاوز ذلك وتمكن من بيع خمسة وعشرين كتابا فإننا لا نفرح بعد ذلك ان باع الواحد منا عشرين كتابا لماذا؟ الجواب هو أننا أدركنا انه من الممكن بيع عدد اكبر من الكتب. فقد كنا نحاول في كل يوم ان نصنع واقعا جديدا نسعد به ونرضى عنه.
وهنا يتلخص مفهوم الرضى الوظيفي انه تجميع الظروف النفسية والبيئية المحيطة بالفرد والتي تشكل بوتقة تتجمع فيها علاقة الموظف بزملائه ورؤسائه وتتوافق مع شخصيته ليطلق عبارة أنا سعيد في عملي.
مظاهر وجود الرضى الوظيفي
للرضى الوظيفي مظاهر عديدة أبرزها التعاون بين الفرد وزملائه في العمل ونمو العلاقات الشخصية الوظيفية وارتفاع الانتماء للعمل ولمجموعة العمل كذلك ارتفاع الإنتاجية للفرد وفريق العمل وتصبح هناك مبادرات فردية للموظف وتبرز لديه المسارعة لخدمة المؤسسة ونشاط واستعداد دائم وتحفز مستمر للتدريب والتغيير.كذلك الواقعية والتفاؤل الدائم والشعور بالأمن والاستقرار الوظيفي ومقابله فان مظاهر عدم وجود الرضى الوظيفي في العمل هي نقيض النقاط السابقة تماما من ظهور سوء التكيف والإحباط وسواد الشكوى والضجر والملل والاستياء والشعور بالروتين. ولكن يبرز هنا سؤال يعلق الجرس في مكانه وهو من المسئول عن تكوين روح الرضى للفرد في العمل؟فأنت الذي تصنع واقع عملك إما ان يكون برضا أو سخط فزميلك في العمل له واقع أيضا وقد يكون مختلفا عن واقعك في العمل أو بالأصح وضعك الوظيفي أما ان يكون سجنا لك فيحد من تفكيرك وسلوكياتك وأفعالك وإما ان يكون مجالا لإثراء نفسك وسلوكياتك ويزيد من فرصة نجاحك.
يقول "جي هولان" مقولة خالدة في هذا المجال ولقد أوردها تراثنا الخالد قبلا مفادها
يرزق الله كل طائر رزقه، بيد انه لا يقذف بذلك الرزق إلى أعشاش الطيور، فنحن لا نجانب الصواب ان القينا باللوم في بعض مظاهر عدم الرضى الوظيفي على قيادة المؤسسة أو البيئة الاجتماعية للعمل أو حتى الظروف المادية أو التكنولوجية للعملأو المستوى الروتيني الاجتماعي المتدني للوظيفة ولكننا لا نملك إلا الاعتراف بان الوظيفة واقع نحن فيه فكيف نراه بعين الرضى والسعادة وما أهمية هذه النظرة الايجابية للعمل

Wednesday, November 19, 2008

الرضى الوظيفي حقيقة وواقع أم خيال وسراب

...يكتبها
محمد أبو قلبين
مستشار تدريب وموارد بشرية

أعمق دافع للإنسان إلى العمل هو ان يكون شيئا مذكورا...(جون ديوي)

الرضى أم القوة الروحية لا ادري أي المصطلحات أدلّ على ما اقصد. إنما قصدت ما ورد في عبارة شهيرة" لكلارنس فلين":لا يقترب الفشل من بيئة قوامها عشق العمل....... فاعمل ما تحب واستثمر في عملك أصولك المادية والمعنوية فهذا نوع من الاستثمار يحقق أعلى العوائد.
ويقول"فريدريك هيجل":من المؤكد انه لم يقع في هذه الدنيا أي حدث عظيم دون ان يكون وراءه حماس عظيم.
إنها طاقة الامتنان والسعادة والتوازن في الحياة الوظيفية، تلك الطاقة التي تسهم في صحة نفسية مستقرة تطلق العنان لصاحبها للاستمتاع بالوظيفة، باعتبارها منجم خبرات بحلوها ومرها دون طوق تشنجات الظنون والتحليلات والسلبيات وانعكاسات مزاج المسئولين أو الزملاء أو العملاء. انه الرضا الوظيفي ذلك الشعور بالاكتمال والإنجاز النابع من العمل، دون حاجة لانتظار حوافز خارجية من نقود أو أجازات أو مناصب جديدة، أو........الخ.
إنما هو ارتياح نابع من العمل ذاته يحققه صاحبه القائم عليه.ذلك كله تؤكده تلك الدراسات والإحصائيات الناتجة عنها والتي أسفرت عن إمكانية توفر هذا الشعور في أي عمل نعمله مهما كان صغيرا أم كبيرا.فها هو "التون مايو" يدرس ويحقق السبب العامل وراء زيادة الإنتاجية في مصنع للكهرباء ويصل إلى نتيجة مذهلة، لقد تم توفير إضاءة أفضل في تجربة لإحدى مجموعتين من النساء العاملات في مصنع كهرباء وتم الاحتفاظ بنفس مستوى الإضاءة للمجموعة الأخرى وكانت النتيجة ان ارتفع مستوى الإنتاج في المجموعتين بشكل كبير ثم عرض المجموعة الأولى لخفض ساعات العمل وتحسين فترات الراحة وتقديم الحوافز المادية وبعدها تم استرجاع المجموعتين للوضع الأول أي 84 ساعة عمل تحمل أسبوعيا بدون فترات راحة خاصة أو حوافز مادية ارتفع الإنتاج مرة أخرى إلى مستويات عالية وبدوره أوصل هذا مايو إلى الاستنتاج الذي مؤداه ان زيادة الإنتاج لا علاقة له مع الإضاءة وساعات العمل بل يعود في أصله إلى الرضا المتزايد من قبل السيدات عن أعمالهن
من هنا كان لا بد لنا ان يكون الرضا الوظيفي موضوعا للنقاش وموضوعا للطرح أمام كل من يعاني من مظاهر الإحباط أو نقص الدافعية في العمل أو بعبارة أخرى التعاسة والكآبة المستمرة كما انه من المفيد طرحه أمام من يحمل شعورا ايجابيا تجاه الوظيفة ليتعزز شعوره ويؤطره بالرضا المقصود الدافع ولن يبقى صاحب الشعور المحايد تجاه وظيفته دون مناقشة شعوره ومعرفة حقيقته وأهمية الاستمتاع في الوظيفة. لذا سأتعرض للرضا الوظيفي من خلال الاستفسارات التالية:
ما هو مفهوم الرضا الوظيفي وماذا نعني به؟
ما هي مظاهر وجوده وكيف لنا ان نطوره وننميه؟
وما هي أهمية وجود رضى وظيفي لدى الفرد العامل وما هو المردود أو العائد من وجود رضى عن الوظيفة على كل المستويات… الفرد… العمل …المؤسسة …وكل ما يتعلق بها.
وحتى نصل للفكرة الغاية من هذا الطرح ألا وهي كيفية الوصول للرضى الوظيفي
....يتبع....

Sunday, March 9, 2008

كيف تحفز الشخصية الإيجابية في ذاتك

سلسلة–( 5) الايجابية أو الهلاك-
خامسا:أنواع الشخصية الايجابية

ومن قاموس المتخصصين من يذكر نوعين من الشخصية الايجابية تبعا لفهم الشخصية للايجابية ومدى تمثلها لها وهما:ايجابية القول: وهي تعبر عن عدم الرضا بالسلبيات ولكن من خلال القول من شكوى واعتراض.
ايجابية القول والعمل: وهنا يرقى الشخص من الشكوى والاعتراض الى إيقاف السلبيات والصعود على متنها الى ايجابيات جديدة والتحايل عليها والتحول عنها الى نقاط قوة ومبادرة بالعمل الذاتي كتب شكسبير ادّع الفضيلة ان لم تتحلى بها وكتب اميرسون ادّع الفضيلة التي ترغب بامتلاكها هي ملك يمينك استول عليها وادخل الدور وعش الشخصية فالممثل العظيم هو الذي يتشرّب الشخصية التي يمثلها.
ولتوضيح النوعين نتخيل ما يلي شخصان يعترضان على الغلاء الأول يسب الغلاء ويقطب جبينه وهو يشتري حاجياته ويسب الحياة ويحملها ويعود لبيته.
والثاني يسب الغلاء ويمتنع عن شراء السلعة التي ارتفع سعرها وقد يصنع حوضا في منزله ليزرع فيه ما قد يعوضه عن شرائه ولا يحتاج أن يكون ضحية للغلاء.
ونحن ما الذي نختاره ليكون فينا ايجابية القول أم القول والعمل نعود للقول أنت من تختار شكل الرأفة والسعادة التي تريد هل تبقى ضحية الكآبة والقلق والشكوى في النوع الاول ،أم تتخلص منه كما في الثاني؟؟.

Wednesday, September 19, 2007

كيف تحفز الشخصية الإيجابية في ذاتك

سلسلة–( 4) الايجابية أو الهلاك-
رابعا: ركائز الايجابية
وهي الركائز التي تدعم وجود الشخصية الايجابية
· الرسالة والأمانة فلا يتصور من حامل رسالة أن يجلس واضعا يده على خده، أن أدراك رسالته وطبيعتها تصور حال المسلمين وديارهم أجزاء منها مغصوبة والناس لا يقومون لنصرتها والأخلاق في انحدار والأواصر الاجتماعية في ضعف و.الخ. .من تصدعات في الأمة والمجتمع والفرد فهل ينام صاحب الرسالة وهو مؤتمن على إقامتها ويرتاح وقد حمل ما لم تحمله الجبال إنما هو بحاجة لقوة روح وعزم قوة كدح وهم وصبر قوة رفض الظلم الواقع وانتظار للأقدار الى قوة اللطف.
· المسؤولية والمحاسبة والمراجعة:
فإذا ارتكزت الشخصية الايجابية في روحها الى أمانة ورسالة تريد كدما وهنا بعد العمل الجاد وأثناءه لا بد من مراجعة للمسار هل ستمضي الى الطريق الى خير أم نهاية طريقي وخيمة هل كان من الممكن بذل المزيد وقصرت وما عاقبة تقصيري، هل هناك فرصة لتعديل المسار وتدارك التقصير والإفادة منه لزيادة رصيد البذل، إنها الإحساس بالمسؤولية أثناء المحاسبة، مما يدعو الى إنجاز جديد ومن يحمل هذه المسؤولية لا يفترض منه التواني، والنفس رعية النفس (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وان لم يكن هذا الإحساس لم نشعر بقيمة شيء وسيان ما فرطنا فيه وما اجتهدنا.
· العاقبة والأثر:
كل إنسان يقدم شيئا أو يفرط فيه ويحاسب نفسه ناظر للأثر والنتيجة، ومن يعمل ينتظر الحصاد، والعنب لا يجنى من الشوك، ومن بذل الكثير لاقى الكثير فحياتنا من صنع أفكارنا وأعمالنا ومبادراتنا فهذا ابو الوفاء بن عقيل يقول إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى اذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة وبصري عن مطالعة أجلت فكري في حال راحتي وأنا استطرح فلا انهض الا وخطر لي ما اسطرحه.

Tuesday, July 31, 2007

كيف تحفز الشخصية الإيجابية في ذاتك

سلسلة–( 3) الايجابية أو الهلاك-
ثالثا: طرق الوصول الى الشخصية الايجابية
ولنصل إلى النموذج الايجابي
(1) بداية لابد من الحلم، فكما يقول "ويلي جولي" في كتابه ( تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغير حياتك): (إذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك ولا تدع فرصة لشكوكك ان تخمده، فمن الممكن ان يصبح حلمك حقيقة )
هذا الحلم قد نسميه الهم، أو الهدف، أو الرسالة....الخ.
وهو الشرارة الأولى، ولكن كيف نحلم ؟ وما علاقة ذلك بالايجابية ؟
يوصي خبراء التدريب: لنحلم معاً بالطريقة الآتية:
أ‌- دون عشرة أشياء تتمنى تحقيقها (أو خمسة أو.الخ).
ب‌- رتب الأشياء حسب أهميتها لك مبتدئاً بالأكثر أهمية.
ت‌- اجلس في مكان هادئ ومريح لمدة مناسبة وتنفس بارتياح وعمق مالئاً رئتيك بالهواء ومفرغاً له ومعه توتراتك الناشئة عن موقف سلبي مررت به، أو ابتلاء تعرضت له، أو أي منتج لإحباط واكتئاب يعطل أحلامك.
ث‌- اجلس بوضع مريح وأغمض عينيك وقم بالتركيز على جزء من جسمك، وتخيل انك تنزل سلماً يحتوي درجات، تنزل مع كل درجة بارتياح.
ج‌- تخيل انك تفتح باباً فتجد نوراً كبيراً هو مستقبلك، اعبره وامشي تجاه حلمك وهدفك، واذا أردت ان تعيش شابا بينما أنت شيخ كبير طاعن في السن تبّن شعار الساعة الشمسية انا لا اسجّل الا الساعات الشمسية لا تحسب ساعات الظلمة أو الظل، انس ايام الكرب، تذكّر الأيام الغنية بالتجارب ودع الأيام الأخرى تسقط في النسيان.
ح‌- تخيل نفسك وقد حققت حلمك.
خ‌- هنئ نفسك، لتحفزها على العبادة أو العمل.
(2) اقرأ في سير الناجحين الايجابيين المبادرين وتحول حياتهم وتحول الحياة من حولهم بمبادراتهم وتخيل نفسك مكانهم، تولد شيئاً من الشعور الايجابي تجاه المبادرة والانجاز.
كرر عبارات ايجابية مثل: لدي قدرة، لدي حلم، أثق بقدرتي، أستطيع أن انجح هذا التكرار يولد شعوراً ايجابياً، هذا التأمل والاسترخاء يجعلك تشعر بالقوة، وانك أكثر ايجابية عاطفياً وجسمياً وروحياً ويعينك في تحديد حلمك، يقول مؤلف العادات الدائمة ثق بما تقول وكرر نفس الرسائل الايجابية، أنت سيد عقلك وقبطان سفينتك، أنت تتحكم في حياتك وتستطيع تحويلها لتجربة من العادة والصحة والنجاح بلا حدود عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك عش بالإيمان عش بالأمل عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة.
(3) طهّر نفسك من الأفكار السلبية بالتركيز على أسوأ ما كان سيحصل ومدى لطف الله ومدى الخبرة التي تعلمتها. في دراسة أجرتها جامعة أمريكية في عام 1983 عن التحدث مع الذات توصلت الى ان أكثر من 80% مما نحدث به أنفسنا هو سلبي وضد مصلحتنا وان هذه النسبة المرتفعة من الأحاديث السلبية تتسبب في أكثر من 75% من الإمراض التي تصيبنا بما فيها أمراض الضغط والسكر والنوبات القلبية وغيرها ذلك ان نصف المرض هو وهم الإصابة به.
(4) خالط الايجابيين وابتعد عن الشخص والمكان والمنظر السلبي، وابتعد عن الرسائل السلبية والتي تخاطبك بها ذاتك، واقنع نفسك بأنك قادر على ان تصنع حياتك وترسم لها نمطا ايجابيا جديدا في تعاملاتك مبتعدا عن الاحباطات وانك قادر على ان تحقق ما حقه الآخرون من نجاحات وتميز.
(5) حاول ان تبتسم أكثر، تعطي أكثر، تستمع أكثر، تغير أكثر.
(6) حدد أهدافا منطقية لحياتك وليست صعبة جداً حتى لا تزيد احباطاتك أو جّزء الهدف الكبير إلى مراحل بحيث يبدو ممكنا ًتحقيقه، يرسم الناجحون لأنفسهم أهدافا ذات معنى ثم يسعون الى تحقيقها ان تحقق ما تريد ويكون الطريق الذي تسلكه واضحا في ذهنك هذا سيساعدك على استثمار وقتك وطاقتك و مشاعرك في حدودها القصوى والانطلاق في الطريق الصحيح باتجاه تحقيق طموحاتك. ( بعد انتهاء المحاضرة سأل شاب المحاضر قائلا لا اشعر بالحماس فماذا افعل قال المحاضر أول خطوة نحو الحماس هو ان يكون لك هدف فرد الشاب قائلا لا يوجد لدي هدف فماذا افعل فأجابه قائلا اذا لم يكن لديك هدف فهدفك ان يكون لك هدف ).
(7) الرياضة تشتت التوتر، و تفرغ الهم.
(8) التوقع والاستعداد الدائم يقيك السلامة السلبية من أي تطور للحدث وكما قال نابليون كلما كان الإنسان عظيما كلما ابتعد عن التحيز والأحكام الجاهزة لأنه يبني أحكامه من واقع الأحداث والظروف القائمة نعم هذا هو ما نسميه الآن بالإدارة الموقفية أي كسر كل الأنماط الإدارية واتخاذ القرار بناء على الموقف.
(9) وفي النهاية قارن نفسك بالأكثر بلاءً.
وبعدها حاول اكتشاف النموذج الايجابي في نفسك من خلال إعادة تعريف النموذج، والمتضمن ركائز الايجابية فهل أنت: سليم النفس، تواق للخير، متأمل في أسباب وجودك، متقدم، مبادر، متفاعل ؟ إذا فأنت ايجابي.
تذكر أن الناجحين جدا هم ايجابيين يعملون أكثر من بقية الناس منضبطين، يستخدمون ما وهبهم الله من أوقات وطاقات ومواهب، يخلقون مناخاتهم بأنفسهم وينظرون للحياة وفق
مقولة " الإنسان الغني بالكلمات غني بالأفكار".

Sunday, June 17, 2007

كيف تحفّز الشخصية الايجابية في ذاتك

سلسلة–( 2) الايجابية أو الهلاك-


ثانيا:مبررات الايجابية


المبررات كثيرة ولكل منا اولويات متعددة في تبرير الاقتراب من النموذج الايجابي وأهمها:
1- فردية التأثير على الذات وهنا نتذكر إن لا احد يستطيع إن يجعلك سعيدا وأنت تودع عزيزا إلا سحر ابتسامتك الجميلة وبث السعادة بدلا عن الأسى في نفسك، لا يعرف احد كيف يسعدك كمعرفتك أنت وتذكر دائما انه لا احد يختار والديه ولكنه يستطيع اختيار طريقه وتغييره إذا أراد، وان النجاح والفشل مرتبطان مباشره بما تعمله وما لا تعمله، لذلك فأنت مسؤول عن زرع النموذج الايجابي في ذاتك.
2- الوقت لا ينتظر أحدا، فمن يعتقد ان هناك وقت لننغص على أنفسنا ونعيش كما يقولون مشاعر المواقف الطبيعية فنلطم خدينا وننتحب ثم مع الوقت نعود لحياتنا الطبيعية الايجابية نعمل ونضحك ونسير ونتكلم و.....الخ يخدع نفسه ومن سيضمن لحظة حياة قادمة الوقت سيمضي سواء عملنا فيه أم لم نعمل. والقاعد المغبون لن يكون يوما قائدا أو حتى فردا ناجحا لقد خدع نفسه وفوت وقته وضيع رياحه دون ان يغتنمها عندما هبت، فالايجابيون يستخدمون كل ما وهبهم الله من أوقات وطاقات ومواهب ويركزون على الأكثر أهمية وأولوية ويفضلون تأجيل المتع نظرا منهم للنتائج لا يستعجلون النجاح بل يعطون لكل شيء حقه ووقته.
وهنا نجد محمدا صلى الله عليه وسلم وقد نجح في إسقاط التسويف من معجم صحابته وصنع من كل واحد منهم امة لوحده من الايجابيين المبادرين، لم ينتظر أيا منهم معجزة تنقذ المسلمين بل حرصوا ان يكون لكل منهم مساهمة في النصر السياسي والاقتصادي والروحي، وأمثلة ذلك كثيرة:
فسلمان الفارسي يستفيد من خلفيته الحضارية ويفكر ويقترح حفر الخندق، وأبو بصير يخطط لحرب عصابات خارج الهدنة، وصحابي آخر ينقل زراعة القمح للحجاز بعد ان أرقته كثرة أبناء المهاجرين والأنصار، ويسرع عبد الله بن عمرو لتدوين الحديث. وهكذا يبادر كل منهم لاستثمار الوقت العام للأمة ويصنعون بمبادراتهم الفردية امة ايجابية خرجت منتصرة من عذابات الجاهلية وخبراتها المؤلمة، لم تضيع لحظة من انتظار الفعل الإلهي إلا ويقوم كل واحد منهم بمبادرته معتقدين أنهم أسباب الفعل الإلهي.
3- النموذج الايجابي فيه اعذار إلى الله والى النفس. كلنا يحضره هدهد سليمان الذي خاف ألا يقبل قائده فكرة تغيبه فيعاقبه على عدم استئذانه، وحركته ملكاته إلى استجلاب أعذار ومبررات تنقذه، وقد غاب متناسيا الإذن، و في ظل ضعف الفضول أمام مظهر جديد ومثير، جلب خبره لقائده حتى يفكر في أمره ويقدم أعذاره بقوم استوضح مراقبته لهم أثناء غيابه أنهم على غير التوحيد، فكان الفعل والمبادرة هما عذره، ونحن بحاجة لعذر عن تقصيرنا مع أنفسنا وعن أخطائنا بحقها، ما العذر ؟ انها مبادرة جديدة تدخلنا في النموذج الايجابي، فنعيد تقبل أنفسنا إلى أنفسنا ونسعد مع ذواتنا ونبدل إحباطها ايجابية.
4- الواقع المحيط المليء بالتغيرات المتسارعة التي تخرجك من منطقة الأمان وهي منطقة الأشياء التي مارسناها لمدة كافية ولمرات عديدة، مما أشعرنا براحة وأمان عندما نكررها مرة أخرى ولو حدث جديد لقلقنا وتفاديناه مع انه موجود.
أما الايجابيون فهم يستقبلون التحديات ورؤوسهم عالية، فهم يعرفون انه لا توجد ضمانات، ومع ذلك يبذلون كل ما يستطيعون.
5- الحاجة لقيام حضارة إنسانية:
فالمتتبع للحضارة الإنسانية يجد الإبداع الفردي والمبادرة الذاتية هما منبع الأفكار المميزة وبداية التطور والحضارة، فالمصباح مثلاً فكرة ومبادرة ومتابعة فردية، حتى الاتجاهات الفكرية التي ساهمت في البناء الاجتماعي أو الروحي أو السياسي أو الاقتصادي، لم تكن جماعية المنشأ بقدر ما سبقها حلم فردي طموح تحقق بمبادرة وتحدي فردي كوّن جماعة التغيير التي أصبحت لها القوة والضغط والإسهام في صنع الاوطان.
حتى المؤسسات والحكومات التي بنت مدنيات حديثة لو تفحصناها لرأينا خلفها بداية مبادرة فردية سبقت تكوين فريق البناء.
6- الانتقال إلى الواقع:
فكثير منا يستغني بخياله الخصب وأحلامه الكبيرة عن الواقعية المبدعة، ويهرب من سلبية و احباطات الحياة إلى خيالات سعيدة لم تكن ولم تحدث، فينام بها سعيدا حتى إذا أفاق منها لم يتذكرها وهي مرحلة مهمة، لكن الايجابية تنقلك من سحر الحلم إلى راحة التنفيذ والعمل على صنع مستقبل مسترشداً بالحلم من الهروب إلى التحدي والمواجهة. فمن لا يحلم بالفوز خسر بالفعل، ولكن فقط إذا مثّل هذا الحلم تحدياً وسلماً للنجاح، وكأننا نردد هنا واجه الواقع فأنت لست مدينا لأحد الا بقدر ما تريد.
7- الرسالة والأمانة والهدف:
لا يعقل انك تعيش هكذا، ولم توجد بدون هدف، و لتثبت عكس ذلك لا بد من العمل والاستمرار في العمل المشبع بالروح، مهما صغر الهدف يبقى بحاجة ليعمل صاحبه ليصله، والأهداف التي لا تلقى نموذجاً ايجابياً يعمل ليصلها تسقط إلى أحلام كسالى نائمين.
أما دواب الأرض فهي تمشي تأكل ما تصدفه وما يوضع لها، وأسمى ما تحققه وجبة مشبعة و نومة هانئة ولا تعنى بالبناء النفسي ولا العمراني ولا الثقافي ولا.......الخ من مكونات البناء الحضاري الذي يقوم على رسائل الأفراد وما يؤتمنون عليه من أهداف، تسهم في السمو بالبشرية عن المخلوقات الأخرى.
8- الثقة بالنفس والاحترام من الآخرين:
قف أمام نفسك وهي تبادر بفكرة جديدة مرتبطة بعمل مبدع، كيف تراها، لقد ذهب عنها الاهتزاز والتردد، ولقد حظيت باحترام كل من حولها أنها ايجابية تطلب المعالي.
تقول اليانور روزفلت:( يكون المستقبل للذين يؤمنون بجمال أحلامهم، احلم أحلاما كبيرة لتحقق قوة دفع للتغيير ) وكان الصحابة رضوان الله عليهم لا يسالون الله سبحانه اقّل من مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، وإذا استعرضنا سير الناجحين نجدهم يعملون أكثر من بقية الناس ولذلك يحظون ويحصلون على احترام الناس ويديمون الثقة بأنفسهم. وتذكر ان الهدوء يجبنك الكثير من الصراعات والهدوء فن من فنون الحياة لا يتقنه الاكثرون مع انه فن يمكن تعلمه وبذا اتيح لك ان تتمكن منه بان امتلكت قدرة المحافظة على الاتزان النفسي الداخلي بحيث لا يستطيع احد ان يؤثر على هدوئك مهما اتبع من سبل ووسائل، فتأكد بأنك سوف تتجنب معظم المنازعات وتكون الفائز بالكثير منها
9- الايجابية تحفظك من التراجع والسقوط:
فإما ان تقود نفسك أو تقاد بها، فالزهرة لو رضيت ان تبقى بذرة تحت السبخ والماء الكدر والحمأ المسنون، ولم تشق طريقها إلى أشعة الشمس لما خرجت ألوانها ورائحتها ولبقيت مطمورة.
ونعيد قول الشاعر:
إذا هبت رياحك فاغتنمها فان لكل خافقة سكونا
وإذا فتح أحدكم باب خير فليسرع إليه فانه لا يدري متى يغلق عنه.
10- الحاجة لنماذج من الايجابيين لبقاء الاستيعاب البشري:
فان ركن كل منا إلى غيره في تمثّل النموذج الايجابي وانخرط هو في تذبذبه مع الأحداث بحسب مستوى إيجابيتها وسلبيتها، لم نجد من يكلف نفسه بالايجابية ولن نجد من يسع غيره حتى نتخيل مجتمع متقطع الأوصال عجوز كسول ووجبة سهلة لذئاب البشر.فهي حقيقة ان الإنسان يستجيب للجو المحيط به ولكن الايجابي يخلق مناخه بنفسه ويشكل بيئة ايجابية لغيره ليعيدهم لها .
ولكن كيف يكون أحدنا هو النموذج الايجابي في نفسه، ومهنته، وعائلته......؟ لا يوجد إنسان إلا ويصاب بالبلاء، والناس كما قدمنا بداية ً أنواع في التعامل مع البلاء، فالصانع للحدث ايجابي في منع التحول من الاكتئاب والسلبية إلى الخبرة المفيدة المطلقة لطاقة جديدة دافعة لنجاح قادم ومن ساخط مكتئب ومن كسول قاعد متفرج يحسب ان الحياد يدوم، متناسياً نظريات الزيادة – النقصان التي تنقي وجود حال راكدة.

Friday, June 8, 2007

كيف تحفّز الشخصية الايجابية في ذاتك

سلسلة
–( 1) الايجابية أو الهلاك-
يقولون أن هناك ثلاثة أنواع من البشر: أناس يصنعون ما يحدث، وأناس يشاهدون ما يحدث وأناس يتساءلون عما يحدث. وكأنهم يعلمونك كيف تكون سعيدا متفائلا مبادرا صاحب رد فعل أقوى من آثار الفعل، موجها للأحداث مؤثرا فيها غير متأثر.
وكأنهم يقولون لك أن الحياة ليست ملزمة بمنحك كل ما تريد، وهي النظرة ذاتها القائلة بتحدي الأحداث والصعوبات وصنع سلم النجاح منها بناء على نظرتك أنت للعقبات، وهنا نبدأ بتفحص النموذج الايجابي الذي نتمنى الوصول إليه والذي نتوقع انه يتحقق بتغيير النفس والصفات السلبية لكن الجديد أن طرحنا لهذا النموذج يقتضي العمل على تغيير النظرة وليس تغيير الصفات فالسلبيات مطروحة بشكل دائم، ولكن الجديد هو النظر إليها كايجابيات تعطيك تمكينا وعزما وخبرة على التفاؤل بالتعامل مع سلبيات اكبر مستقبلا وهذا هو الأساس في النموذج الايجابي، ولكن ما هي الايجابية ؟ وما هي مبررات الاهتمام بالنظرة الايجابية ،وكيف يمكن لأحدنا أن يكون ايجابيا ثم هل هناك أمثلة واقعية لنماذج ايجابية تعطينا مؤشرات نتعلم منها.
نحاول في البحث التالي طرح النموذج من خلال الأسئلة السابقة والتي ستنير لنا الدافعية والرغبة لتبني هذا النموذج في الحياة والعمل والعلاقات.
أولا:الايجابية والمفهوم
نتعامل مع مفردات الايجابية ونقف مع لفتة تعد محفزة لهذه المفردات، صباح كل يوم لو وقفنا إلى النافذة وعندما نرى أشعة الشمس التي أشرقت للتو صرخنا تحققت المعجزة مرة أخرى لقد أشرقت الشمس كم من الدهشة والفرح و....الخ. من المشاعر سيتولد. أنها النظرة غير الروتينية بمعجزات اعتدنا على وجودها حتى أصبحنا نعدها من الروتينيات التي تشعرنا بملل وسلبية.
كما قد نكون في السيارة فيصطدم طرفها بسيارة أخرى أو شجرة أو رصيف أو........ الخ ويتلف احد جوانبها فنسخط ويصيبنا اكتئاب ولو توقفنا وأخذنا نفسا عميقا ورفعنا يدينا وشكرنا الله على ألطافه فلم تتحطم كل السيارة ولم نصب بأذى و....الخ من الأفكار التي تشعرنا بأننا محظوظون في هذا الحادث وسننتبه المرة القادمة ونجد السرعة هدأت و الأولويات استقرت وأصبحت لدينا حكمة في قيادة السيارة.
والكثير الكثير من المفردات التي تولدها مواقف تظهر سلبية ولكنها قد تضيف لنا نجاحا جديدا تحكم نظرتنا الجديدة لها واعتباراتنا الايجابية لها كملف خبرة ودليل نجاح جديد.
هذا يعني أننا عندما نتحدث عن الايجابية نتحدث عن السعادة الدائمة والتفاؤل وقيادة النفس والانفعالات والقبضة الحديدية على الإحداث والإرادة اللامعة والمبادرة التي لا تستدعي إلا من الداخل والعمل والاتساع والإبداع في الأحلام وقوة الأفكار ومستقبل مبتكر.
انتزع النصر من الهزيمة
قال تيودور روزفلت( أتمنى ان أرى في المواطن العادي التصميم على عدم التراجع أمام الضربات العارضة في الحياة كما يحصل من حين الى آخر بل ان ينهض ثانية وينتزع النصر من الهزيمة). يكمن سر النجاح في كل حياة نبيلة جريئة في ان تنهض من كبوتك وتنتزع النصر من الهزيمة ربما كان الماضي خيبة أمل مرت لك وعندما تتأمله تجد انك كنت مخفقا متراخيا فاتر الهمة، ربما لم تنجح مرة أو مرات عديدة في إنجازه، خسرت مالا، أقارب، أصدقاء، بيت و عقار، عجز من مرض، وظيفة كنت تطمح بها!!!! عندما ترفض الهزيمة يكون النصر بانتظارك على الطريق
.
محمد ابو قلبين
مدير عام المركزي للتدريب والتطوير