Wednesday, November 19, 2008

الرضى الوظيفي حقيقة وواقع أم خيال وسراب

...يكتبها
محمد أبو قلبين
مستشار تدريب وموارد بشرية

أعمق دافع للإنسان إلى العمل هو ان يكون شيئا مذكورا...(جون ديوي)

الرضى أم القوة الروحية لا ادري أي المصطلحات أدلّ على ما اقصد. إنما قصدت ما ورد في عبارة شهيرة" لكلارنس فلين":لا يقترب الفشل من بيئة قوامها عشق العمل....... فاعمل ما تحب واستثمر في عملك أصولك المادية والمعنوية فهذا نوع من الاستثمار يحقق أعلى العوائد.
ويقول"فريدريك هيجل":من المؤكد انه لم يقع في هذه الدنيا أي حدث عظيم دون ان يكون وراءه حماس عظيم.
إنها طاقة الامتنان والسعادة والتوازن في الحياة الوظيفية، تلك الطاقة التي تسهم في صحة نفسية مستقرة تطلق العنان لصاحبها للاستمتاع بالوظيفة، باعتبارها منجم خبرات بحلوها ومرها دون طوق تشنجات الظنون والتحليلات والسلبيات وانعكاسات مزاج المسئولين أو الزملاء أو العملاء. انه الرضا الوظيفي ذلك الشعور بالاكتمال والإنجاز النابع من العمل، دون حاجة لانتظار حوافز خارجية من نقود أو أجازات أو مناصب جديدة، أو........الخ.
إنما هو ارتياح نابع من العمل ذاته يحققه صاحبه القائم عليه.ذلك كله تؤكده تلك الدراسات والإحصائيات الناتجة عنها والتي أسفرت عن إمكانية توفر هذا الشعور في أي عمل نعمله مهما كان صغيرا أم كبيرا.فها هو "التون مايو" يدرس ويحقق السبب العامل وراء زيادة الإنتاجية في مصنع للكهرباء ويصل إلى نتيجة مذهلة، لقد تم توفير إضاءة أفضل في تجربة لإحدى مجموعتين من النساء العاملات في مصنع كهرباء وتم الاحتفاظ بنفس مستوى الإضاءة للمجموعة الأخرى وكانت النتيجة ان ارتفع مستوى الإنتاج في المجموعتين بشكل كبير ثم عرض المجموعة الأولى لخفض ساعات العمل وتحسين فترات الراحة وتقديم الحوافز المادية وبعدها تم استرجاع المجموعتين للوضع الأول أي 84 ساعة عمل تحمل أسبوعيا بدون فترات راحة خاصة أو حوافز مادية ارتفع الإنتاج مرة أخرى إلى مستويات عالية وبدوره أوصل هذا مايو إلى الاستنتاج الذي مؤداه ان زيادة الإنتاج لا علاقة له مع الإضاءة وساعات العمل بل يعود في أصله إلى الرضا المتزايد من قبل السيدات عن أعمالهن
من هنا كان لا بد لنا ان يكون الرضا الوظيفي موضوعا للنقاش وموضوعا للطرح أمام كل من يعاني من مظاهر الإحباط أو نقص الدافعية في العمل أو بعبارة أخرى التعاسة والكآبة المستمرة كما انه من المفيد طرحه أمام من يحمل شعورا ايجابيا تجاه الوظيفة ليتعزز شعوره ويؤطره بالرضا المقصود الدافع ولن يبقى صاحب الشعور المحايد تجاه وظيفته دون مناقشة شعوره ومعرفة حقيقته وأهمية الاستمتاع في الوظيفة. لذا سأتعرض للرضا الوظيفي من خلال الاستفسارات التالية:
ما هو مفهوم الرضا الوظيفي وماذا نعني به؟
ما هي مظاهر وجوده وكيف لنا ان نطوره وننميه؟
وما هي أهمية وجود رضى وظيفي لدى الفرد العامل وما هو المردود أو العائد من وجود رضى عن الوظيفة على كل المستويات… الفرد… العمل …المؤسسة …وكل ما يتعلق بها.
وحتى نصل للفكرة الغاية من هذا الطرح ألا وهي كيفية الوصول للرضى الوظيفي
....يتبع....

No comments: