Wednesday, September 19, 2007

كيف تحفز الشخصية الإيجابية في ذاتك

سلسلة–( 4) الايجابية أو الهلاك-
رابعا: ركائز الايجابية
وهي الركائز التي تدعم وجود الشخصية الايجابية
· الرسالة والأمانة فلا يتصور من حامل رسالة أن يجلس واضعا يده على خده، أن أدراك رسالته وطبيعتها تصور حال المسلمين وديارهم أجزاء منها مغصوبة والناس لا يقومون لنصرتها والأخلاق في انحدار والأواصر الاجتماعية في ضعف و.الخ. .من تصدعات في الأمة والمجتمع والفرد فهل ينام صاحب الرسالة وهو مؤتمن على إقامتها ويرتاح وقد حمل ما لم تحمله الجبال إنما هو بحاجة لقوة روح وعزم قوة كدح وهم وصبر قوة رفض الظلم الواقع وانتظار للأقدار الى قوة اللطف.
· المسؤولية والمحاسبة والمراجعة:
فإذا ارتكزت الشخصية الايجابية في روحها الى أمانة ورسالة تريد كدما وهنا بعد العمل الجاد وأثناءه لا بد من مراجعة للمسار هل ستمضي الى الطريق الى خير أم نهاية طريقي وخيمة هل كان من الممكن بذل المزيد وقصرت وما عاقبة تقصيري، هل هناك فرصة لتعديل المسار وتدارك التقصير والإفادة منه لزيادة رصيد البذل، إنها الإحساس بالمسؤولية أثناء المحاسبة، مما يدعو الى إنجاز جديد ومن يحمل هذه المسؤولية لا يفترض منه التواني، والنفس رعية النفس (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) وان لم يكن هذا الإحساس لم نشعر بقيمة شيء وسيان ما فرطنا فيه وما اجتهدنا.
· العاقبة والأثر:
كل إنسان يقدم شيئا أو يفرط فيه ويحاسب نفسه ناظر للأثر والنتيجة، ومن يعمل ينتظر الحصاد، والعنب لا يجنى من الشوك، ومن بذل الكثير لاقى الكثير فحياتنا من صنع أفكارنا وأعمالنا ومبادراتنا فهذا ابو الوفاء بن عقيل يقول إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى اذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة وبصري عن مطالعة أجلت فكري في حال راحتي وأنا استطرح فلا انهض الا وخطر لي ما اسطرحه.

Tuesday, July 31, 2007

كيف تحفز الشخصية الإيجابية في ذاتك

سلسلة–( 3) الايجابية أو الهلاك-
ثالثا: طرق الوصول الى الشخصية الايجابية
ولنصل إلى النموذج الايجابي
(1) بداية لابد من الحلم، فكما يقول "ويلي جولي" في كتابه ( تلزمك دقيقة واحدة فقط لتغير حياتك): (إذا استطعت تكوين الحلم في ذهنك وزرعه في قلبك ولا تدع فرصة لشكوكك ان تخمده، فمن الممكن ان يصبح حلمك حقيقة )
هذا الحلم قد نسميه الهم، أو الهدف، أو الرسالة....الخ.
وهو الشرارة الأولى، ولكن كيف نحلم ؟ وما علاقة ذلك بالايجابية ؟
يوصي خبراء التدريب: لنحلم معاً بالطريقة الآتية:
أ‌- دون عشرة أشياء تتمنى تحقيقها (أو خمسة أو.الخ).
ب‌- رتب الأشياء حسب أهميتها لك مبتدئاً بالأكثر أهمية.
ت‌- اجلس في مكان هادئ ومريح لمدة مناسبة وتنفس بارتياح وعمق مالئاً رئتيك بالهواء ومفرغاً له ومعه توتراتك الناشئة عن موقف سلبي مررت به، أو ابتلاء تعرضت له، أو أي منتج لإحباط واكتئاب يعطل أحلامك.
ث‌- اجلس بوضع مريح وأغمض عينيك وقم بالتركيز على جزء من جسمك، وتخيل انك تنزل سلماً يحتوي درجات، تنزل مع كل درجة بارتياح.
ج‌- تخيل انك تفتح باباً فتجد نوراً كبيراً هو مستقبلك، اعبره وامشي تجاه حلمك وهدفك، واذا أردت ان تعيش شابا بينما أنت شيخ كبير طاعن في السن تبّن شعار الساعة الشمسية انا لا اسجّل الا الساعات الشمسية لا تحسب ساعات الظلمة أو الظل، انس ايام الكرب، تذكّر الأيام الغنية بالتجارب ودع الأيام الأخرى تسقط في النسيان.
ح‌- تخيل نفسك وقد حققت حلمك.
خ‌- هنئ نفسك، لتحفزها على العبادة أو العمل.
(2) اقرأ في سير الناجحين الايجابيين المبادرين وتحول حياتهم وتحول الحياة من حولهم بمبادراتهم وتخيل نفسك مكانهم، تولد شيئاً من الشعور الايجابي تجاه المبادرة والانجاز.
كرر عبارات ايجابية مثل: لدي قدرة، لدي حلم، أثق بقدرتي، أستطيع أن انجح هذا التكرار يولد شعوراً ايجابياً، هذا التأمل والاسترخاء يجعلك تشعر بالقوة، وانك أكثر ايجابية عاطفياً وجسمياً وروحياً ويعينك في تحديد حلمك، يقول مؤلف العادات الدائمة ثق بما تقول وكرر نفس الرسائل الايجابية، أنت سيد عقلك وقبطان سفينتك، أنت تتحكم في حياتك وتستطيع تحويلها لتجربة من العادة والصحة والنجاح بلا حدود عش كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك عش بالإيمان عش بالأمل عش بالكفاح وقدر قيمة الحياة.
(3) طهّر نفسك من الأفكار السلبية بالتركيز على أسوأ ما كان سيحصل ومدى لطف الله ومدى الخبرة التي تعلمتها. في دراسة أجرتها جامعة أمريكية في عام 1983 عن التحدث مع الذات توصلت الى ان أكثر من 80% مما نحدث به أنفسنا هو سلبي وضد مصلحتنا وان هذه النسبة المرتفعة من الأحاديث السلبية تتسبب في أكثر من 75% من الإمراض التي تصيبنا بما فيها أمراض الضغط والسكر والنوبات القلبية وغيرها ذلك ان نصف المرض هو وهم الإصابة به.
(4) خالط الايجابيين وابتعد عن الشخص والمكان والمنظر السلبي، وابتعد عن الرسائل السلبية والتي تخاطبك بها ذاتك، واقنع نفسك بأنك قادر على ان تصنع حياتك وترسم لها نمطا ايجابيا جديدا في تعاملاتك مبتعدا عن الاحباطات وانك قادر على ان تحقق ما حقه الآخرون من نجاحات وتميز.
(5) حاول ان تبتسم أكثر، تعطي أكثر، تستمع أكثر، تغير أكثر.
(6) حدد أهدافا منطقية لحياتك وليست صعبة جداً حتى لا تزيد احباطاتك أو جّزء الهدف الكبير إلى مراحل بحيث يبدو ممكنا ًتحقيقه، يرسم الناجحون لأنفسهم أهدافا ذات معنى ثم يسعون الى تحقيقها ان تحقق ما تريد ويكون الطريق الذي تسلكه واضحا في ذهنك هذا سيساعدك على استثمار وقتك وطاقتك و مشاعرك في حدودها القصوى والانطلاق في الطريق الصحيح باتجاه تحقيق طموحاتك. ( بعد انتهاء المحاضرة سأل شاب المحاضر قائلا لا اشعر بالحماس فماذا افعل قال المحاضر أول خطوة نحو الحماس هو ان يكون لك هدف فرد الشاب قائلا لا يوجد لدي هدف فماذا افعل فأجابه قائلا اذا لم يكن لديك هدف فهدفك ان يكون لك هدف ).
(7) الرياضة تشتت التوتر، و تفرغ الهم.
(8) التوقع والاستعداد الدائم يقيك السلامة السلبية من أي تطور للحدث وكما قال نابليون كلما كان الإنسان عظيما كلما ابتعد عن التحيز والأحكام الجاهزة لأنه يبني أحكامه من واقع الأحداث والظروف القائمة نعم هذا هو ما نسميه الآن بالإدارة الموقفية أي كسر كل الأنماط الإدارية واتخاذ القرار بناء على الموقف.
(9) وفي النهاية قارن نفسك بالأكثر بلاءً.
وبعدها حاول اكتشاف النموذج الايجابي في نفسك من خلال إعادة تعريف النموذج، والمتضمن ركائز الايجابية فهل أنت: سليم النفس، تواق للخير، متأمل في أسباب وجودك، متقدم، مبادر، متفاعل ؟ إذا فأنت ايجابي.
تذكر أن الناجحين جدا هم ايجابيين يعملون أكثر من بقية الناس منضبطين، يستخدمون ما وهبهم الله من أوقات وطاقات ومواهب، يخلقون مناخاتهم بأنفسهم وينظرون للحياة وفق
مقولة " الإنسان الغني بالكلمات غني بالأفكار".

Sunday, June 17, 2007

كيف تحفّز الشخصية الايجابية في ذاتك

سلسلة–( 2) الايجابية أو الهلاك-


ثانيا:مبررات الايجابية


المبررات كثيرة ولكل منا اولويات متعددة في تبرير الاقتراب من النموذج الايجابي وأهمها:
1- فردية التأثير على الذات وهنا نتذكر إن لا احد يستطيع إن يجعلك سعيدا وأنت تودع عزيزا إلا سحر ابتسامتك الجميلة وبث السعادة بدلا عن الأسى في نفسك، لا يعرف احد كيف يسعدك كمعرفتك أنت وتذكر دائما انه لا احد يختار والديه ولكنه يستطيع اختيار طريقه وتغييره إذا أراد، وان النجاح والفشل مرتبطان مباشره بما تعمله وما لا تعمله، لذلك فأنت مسؤول عن زرع النموذج الايجابي في ذاتك.
2- الوقت لا ينتظر أحدا، فمن يعتقد ان هناك وقت لننغص على أنفسنا ونعيش كما يقولون مشاعر المواقف الطبيعية فنلطم خدينا وننتحب ثم مع الوقت نعود لحياتنا الطبيعية الايجابية نعمل ونضحك ونسير ونتكلم و.....الخ يخدع نفسه ومن سيضمن لحظة حياة قادمة الوقت سيمضي سواء عملنا فيه أم لم نعمل. والقاعد المغبون لن يكون يوما قائدا أو حتى فردا ناجحا لقد خدع نفسه وفوت وقته وضيع رياحه دون ان يغتنمها عندما هبت، فالايجابيون يستخدمون كل ما وهبهم الله من أوقات وطاقات ومواهب ويركزون على الأكثر أهمية وأولوية ويفضلون تأجيل المتع نظرا منهم للنتائج لا يستعجلون النجاح بل يعطون لكل شيء حقه ووقته.
وهنا نجد محمدا صلى الله عليه وسلم وقد نجح في إسقاط التسويف من معجم صحابته وصنع من كل واحد منهم امة لوحده من الايجابيين المبادرين، لم ينتظر أيا منهم معجزة تنقذ المسلمين بل حرصوا ان يكون لكل منهم مساهمة في النصر السياسي والاقتصادي والروحي، وأمثلة ذلك كثيرة:
فسلمان الفارسي يستفيد من خلفيته الحضارية ويفكر ويقترح حفر الخندق، وأبو بصير يخطط لحرب عصابات خارج الهدنة، وصحابي آخر ينقل زراعة القمح للحجاز بعد ان أرقته كثرة أبناء المهاجرين والأنصار، ويسرع عبد الله بن عمرو لتدوين الحديث. وهكذا يبادر كل منهم لاستثمار الوقت العام للأمة ويصنعون بمبادراتهم الفردية امة ايجابية خرجت منتصرة من عذابات الجاهلية وخبراتها المؤلمة، لم تضيع لحظة من انتظار الفعل الإلهي إلا ويقوم كل واحد منهم بمبادرته معتقدين أنهم أسباب الفعل الإلهي.
3- النموذج الايجابي فيه اعذار إلى الله والى النفس. كلنا يحضره هدهد سليمان الذي خاف ألا يقبل قائده فكرة تغيبه فيعاقبه على عدم استئذانه، وحركته ملكاته إلى استجلاب أعذار ومبررات تنقذه، وقد غاب متناسيا الإذن، و في ظل ضعف الفضول أمام مظهر جديد ومثير، جلب خبره لقائده حتى يفكر في أمره ويقدم أعذاره بقوم استوضح مراقبته لهم أثناء غيابه أنهم على غير التوحيد، فكان الفعل والمبادرة هما عذره، ونحن بحاجة لعذر عن تقصيرنا مع أنفسنا وعن أخطائنا بحقها، ما العذر ؟ انها مبادرة جديدة تدخلنا في النموذج الايجابي، فنعيد تقبل أنفسنا إلى أنفسنا ونسعد مع ذواتنا ونبدل إحباطها ايجابية.
4- الواقع المحيط المليء بالتغيرات المتسارعة التي تخرجك من منطقة الأمان وهي منطقة الأشياء التي مارسناها لمدة كافية ولمرات عديدة، مما أشعرنا براحة وأمان عندما نكررها مرة أخرى ولو حدث جديد لقلقنا وتفاديناه مع انه موجود.
أما الايجابيون فهم يستقبلون التحديات ورؤوسهم عالية، فهم يعرفون انه لا توجد ضمانات، ومع ذلك يبذلون كل ما يستطيعون.
5- الحاجة لقيام حضارة إنسانية:
فالمتتبع للحضارة الإنسانية يجد الإبداع الفردي والمبادرة الذاتية هما منبع الأفكار المميزة وبداية التطور والحضارة، فالمصباح مثلاً فكرة ومبادرة ومتابعة فردية، حتى الاتجاهات الفكرية التي ساهمت في البناء الاجتماعي أو الروحي أو السياسي أو الاقتصادي، لم تكن جماعية المنشأ بقدر ما سبقها حلم فردي طموح تحقق بمبادرة وتحدي فردي كوّن جماعة التغيير التي أصبحت لها القوة والضغط والإسهام في صنع الاوطان.
حتى المؤسسات والحكومات التي بنت مدنيات حديثة لو تفحصناها لرأينا خلفها بداية مبادرة فردية سبقت تكوين فريق البناء.
6- الانتقال إلى الواقع:
فكثير منا يستغني بخياله الخصب وأحلامه الكبيرة عن الواقعية المبدعة، ويهرب من سلبية و احباطات الحياة إلى خيالات سعيدة لم تكن ولم تحدث، فينام بها سعيدا حتى إذا أفاق منها لم يتذكرها وهي مرحلة مهمة، لكن الايجابية تنقلك من سحر الحلم إلى راحة التنفيذ والعمل على صنع مستقبل مسترشداً بالحلم من الهروب إلى التحدي والمواجهة. فمن لا يحلم بالفوز خسر بالفعل، ولكن فقط إذا مثّل هذا الحلم تحدياً وسلماً للنجاح، وكأننا نردد هنا واجه الواقع فأنت لست مدينا لأحد الا بقدر ما تريد.
7- الرسالة والأمانة والهدف:
لا يعقل انك تعيش هكذا، ولم توجد بدون هدف، و لتثبت عكس ذلك لا بد من العمل والاستمرار في العمل المشبع بالروح، مهما صغر الهدف يبقى بحاجة ليعمل صاحبه ليصله، والأهداف التي لا تلقى نموذجاً ايجابياً يعمل ليصلها تسقط إلى أحلام كسالى نائمين.
أما دواب الأرض فهي تمشي تأكل ما تصدفه وما يوضع لها، وأسمى ما تحققه وجبة مشبعة و نومة هانئة ولا تعنى بالبناء النفسي ولا العمراني ولا الثقافي ولا.......الخ من مكونات البناء الحضاري الذي يقوم على رسائل الأفراد وما يؤتمنون عليه من أهداف، تسهم في السمو بالبشرية عن المخلوقات الأخرى.
8- الثقة بالنفس والاحترام من الآخرين:
قف أمام نفسك وهي تبادر بفكرة جديدة مرتبطة بعمل مبدع، كيف تراها، لقد ذهب عنها الاهتزاز والتردد، ولقد حظيت باحترام كل من حولها أنها ايجابية تطلب المعالي.
تقول اليانور روزفلت:( يكون المستقبل للذين يؤمنون بجمال أحلامهم، احلم أحلاما كبيرة لتحقق قوة دفع للتغيير ) وكان الصحابة رضوان الله عليهم لا يسالون الله سبحانه اقّل من مرافقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الفردوس الأعلى، وإذا استعرضنا سير الناجحين نجدهم يعملون أكثر من بقية الناس ولذلك يحظون ويحصلون على احترام الناس ويديمون الثقة بأنفسهم. وتذكر ان الهدوء يجبنك الكثير من الصراعات والهدوء فن من فنون الحياة لا يتقنه الاكثرون مع انه فن يمكن تعلمه وبذا اتيح لك ان تتمكن منه بان امتلكت قدرة المحافظة على الاتزان النفسي الداخلي بحيث لا يستطيع احد ان يؤثر على هدوئك مهما اتبع من سبل ووسائل، فتأكد بأنك سوف تتجنب معظم المنازعات وتكون الفائز بالكثير منها
9- الايجابية تحفظك من التراجع والسقوط:
فإما ان تقود نفسك أو تقاد بها، فالزهرة لو رضيت ان تبقى بذرة تحت السبخ والماء الكدر والحمأ المسنون، ولم تشق طريقها إلى أشعة الشمس لما خرجت ألوانها ورائحتها ولبقيت مطمورة.
ونعيد قول الشاعر:
إذا هبت رياحك فاغتنمها فان لكل خافقة سكونا
وإذا فتح أحدكم باب خير فليسرع إليه فانه لا يدري متى يغلق عنه.
10- الحاجة لنماذج من الايجابيين لبقاء الاستيعاب البشري:
فان ركن كل منا إلى غيره في تمثّل النموذج الايجابي وانخرط هو في تذبذبه مع الأحداث بحسب مستوى إيجابيتها وسلبيتها، لم نجد من يكلف نفسه بالايجابية ولن نجد من يسع غيره حتى نتخيل مجتمع متقطع الأوصال عجوز كسول ووجبة سهلة لذئاب البشر.فهي حقيقة ان الإنسان يستجيب للجو المحيط به ولكن الايجابي يخلق مناخه بنفسه ويشكل بيئة ايجابية لغيره ليعيدهم لها .
ولكن كيف يكون أحدنا هو النموذج الايجابي في نفسه، ومهنته، وعائلته......؟ لا يوجد إنسان إلا ويصاب بالبلاء، والناس كما قدمنا بداية ً أنواع في التعامل مع البلاء، فالصانع للحدث ايجابي في منع التحول من الاكتئاب والسلبية إلى الخبرة المفيدة المطلقة لطاقة جديدة دافعة لنجاح قادم ومن ساخط مكتئب ومن كسول قاعد متفرج يحسب ان الحياد يدوم، متناسياً نظريات الزيادة – النقصان التي تنقي وجود حال راكدة.

Friday, June 8, 2007

كيف تحفّز الشخصية الايجابية في ذاتك

سلسلة
–( 1) الايجابية أو الهلاك-
يقولون أن هناك ثلاثة أنواع من البشر: أناس يصنعون ما يحدث، وأناس يشاهدون ما يحدث وأناس يتساءلون عما يحدث. وكأنهم يعلمونك كيف تكون سعيدا متفائلا مبادرا صاحب رد فعل أقوى من آثار الفعل، موجها للأحداث مؤثرا فيها غير متأثر.
وكأنهم يقولون لك أن الحياة ليست ملزمة بمنحك كل ما تريد، وهي النظرة ذاتها القائلة بتحدي الأحداث والصعوبات وصنع سلم النجاح منها بناء على نظرتك أنت للعقبات، وهنا نبدأ بتفحص النموذج الايجابي الذي نتمنى الوصول إليه والذي نتوقع انه يتحقق بتغيير النفس والصفات السلبية لكن الجديد أن طرحنا لهذا النموذج يقتضي العمل على تغيير النظرة وليس تغيير الصفات فالسلبيات مطروحة بشكل دائم، ولكن الجديد هو النظر إليها كايجابيات تعطيك تمكينا وعزما وخبرة على التفاؤل بالتعامل مع سلبيات اكبر مستقبلا وهذا هو الأساس في النموذج الايجابي، ولكن ما هي الايجابية ؟ وما هي مبررات الاهتمام بالنظرة الايجابية ،وكيف يمكن لأحدنا أن يكون ايجابيا ثم هل هناك أمثلة واقعية لنماذج ايجابية تعطينا مؤشرات نتعلم منها.
نحاول في البحث التالي طرح النموذج من خلال الأسئلة السابقة والتي ستنير لنا الدافعية والرغبة لتبني هذا النموذج في الحياة والعمل والعلاقات.
أولا:الايجابية والمفهوم
نتعامل مع مفردات الايجابية ونقف مع لفتة تعد محفزة لهذه المفردات، صباح كل يوم لو وقفنا إلى النافذة وعندما نرى أشعة الشمس التي أشرقت للتو صرخنا تحققت المعجزة مرة أخرى لقد أشرقت الشمس كم من الدهشة والفرح و....الخ. من المشاعر سيتولد. أنها النظرة غير الروتينية بمعجزات اعتدنا على وجودها حتى أصبحنا نعدها من الروتينيات التي تشعرنا بملل وسلبية.
كما قد نكون في السيارة فيصطدم طرفها بسيارة أخرى أو شجرة أو رصيف أو........ الخ ويتلف احد جوانبها فنسخط ويصيبنا اكتئاب ولو توقفنا وأخذنا نفسا عميقا ورفعنا يدينا وشكرنا الله على ألطافه فلم تتحطم كل السيارة ولم نصب بأذى و....الخ من الأفكار التي تشعرنا بأننا محظوظون في هذا الحادث وسننتبه المرة القادمة ونجد السرعة هدأت و الأولويات استقرت وأصبحت لدينا حكمة في قيادة السيارة.
والكثير الكثير من المفردات التي تولدها مواقف تظهر سلبية ولكنها قد تضيف لنا نجاحا جديدا تحكم نظرتنا الجديدة لها واعتباراتنا الايجابية لها كملف خبرة ودليل نجاح جديد.
هذا يعني أننا عندما نتحدث عن الايجابية نتحدث عن السعادة الدائمة والتفاؤل وقيادة النفس والانفعالات والقبضة الحديدية على الإحداث والإرادة اللامعة والمبادرة التي لا تستدعي إلا من الداخل والعمل والاتساع والإبداع في الأحلام وقوة الأفكار ومستقبل مبتكر.
انتزع النصر من الهزيمة
قال تيودور روزفلت( أتمنى ان أرى في المواطن العادي التصميم على عدم التراجع أمام الضربات العارضة في الحياة كما يحصل من حين الى آخر بل ان ينهض ثانية وينتزع النصر من الهزيمة). يكمن سر النجاح في كل حياة نبيلة جريئة في ان تنهض من كبوتك وتنتزع النصر من الهزيمة ربما كان الماضي خيبة أمل مرت لك وعندما تتأمله تجد انك كنت مخفقا متراخيا فاتر الهمة، ربما لم تنجح مرة أو مرات عديدة في إنجازه، خسرت مالا، أقارب، أصدقاء، بيت و عقار، عجز من مرض، وظيفة كنت تطمح بها!!!! عندما ترفض الهزيمة يكون النصر بانتظارك على الطريق
.
محمد ابو قلبين
مدير عام المركزي للتدريب والتطوير

Wednesday, May 23, 2007

أماني وأهداف


لكل منا أمنية كبيرة مدللـة نطلق العنان لدلالها وتترعرع في أذهاننا وقلوبنا ونشرد بها إلى المستحيل ترتفع بنا فوق هذه الحياة إلى حياة أفضل وأجمل وأعذب حيث المتعة والرضا ولكن سرعان ما نصحو فنجدنا على الأرض في ذات البلد وذات المدينة وذات الحي وذات البيت وذات المشكلة وذات الظروف لم نفارقها قيد أنملة، لم تغير تلك اللحظات الجميلة سوى أمانينا فقد غدت الأمنية اكبر من حجمها بأضعاف، وزادت الفجوة بين ألاماني والواقع لتسكن الإحباط واليأس في نفوسنا، فما الذي يمحو بأس نفوسنا ويعيدنا إلى الأرض أكثر سعادة بعد شرودنا بأمانينا ؟ ما الذي يجعل مستحيل أمانينا ممكنا ؟ من يحول الشرود إلى بوابة تقدم نحو المعالي ؟
انه الهدف.....نعم فكما قال ( واشنطن ارفنج ) "الفرق بين الأغبياء والأذكياء أن الأغبياء يملكون حكما أما الأذكياء فيملكون هدفا".
حقا لكل منا أماني كثيرة ولكن ليس لنا جميعا أهدافا ،،،
ويبقى السؤال لماذا الأهداف ؟ إن كلمة هدف تشعرك باتجاه أو قبلة تتحرك نحوها تضبط إيقاع خطواتك تعيدك دوما إليها لتصحح مسارك ومسيرك فالعاقل لا يركب السيارة وينطلق بها دون وجهة حتى يتدارك ويسأل نفسه بعد سيره إلى أين أسير وإنما ركوبه يعني انه ينوي وجهة بعينها وحتى نتعود عادات الناجحين ونتمكن من تحويل الأهداف إلى واقع ملموس هيا بنا نكتبها ثم نكتبها كاولويات لنلتفت ونحن نكتبها إلى ما يلي
لتكن أهدافنا واضحة ومحددة فنستطيع أن نقول نريد أن نزيد دخلنا مئة دينار إضافية لان هذا التحديد يوجه إجراءاتنا وهدفنا التالي.ثم لنحدد وقتا مرنا لتحقيق هدفنا ففي التحديد للوقت يفيدنا في تقييم مستوى نجاحنا ثم لتكن أهدافنا واقعية وقابلة للتحقيق وذات أولوية وفي نفس الوقت تمثل تحديا بالنسبة لنا حتى لا يصعب وجود حافز نفسي لتحقيقها وإصرارا ولنتذكر توماس أديسون الذي سجل في النهاية براءة اختراع المصباح بعد عشرات المحاولات الفاشلة ولنتذكر واصل بن عطاء الذي كان عنده مخرج حرف الراء فاحشا فهدف إلى الوعظ والخطابة بكلمات تخلو من حرف الراء وتحدى نفسه ومحيطه وهيأ خطبه حتى أصبح خطيبا وواعظا مفوها. ولنضع إجراءات محددة توصل للهدف فهذه الإجراءات تمثل خطة العمل لنا ولنناقشها مع من سيشاركنا العمل فان هذا مفيد لنا في النظر إلى إمكانية التحقيق، ولنكتب أهدافنا حتى لا تبقى أمنيات فالدراسات تشير إلى أن 3% من الناس يقومون بكتابة أهدافهم فهل سنبقى من ال 97% الذين يهملون كتابة الأهداف........ فكتابتها تشدنا إليها.
ولنجعل أهدافنا المكتوبة شعارا نعلقه في كل مكان له صلة بنا، على سطح مكتبنا، على جدار غرفتنا، على مرآة غرفة نومنا... وذلك لنتجه إليه دوما
ثم لنطلق العنان لخيالنا متصورين حالنا وقد تحققت أهدافنا.
مثلا تخيل نفسك بعد أن هدفت لتنمية مهارة القيادة لديك خلال عام وقد شاركت في العديد من الدورات التي تؤهلك للقيادة وطبقت توصياتها جميعا وتأهلت لقيادة مؤسستك أو غيرها.
وفي النهاية لنتذكر أن نبدأ وأعيننا دوما على النهاية بان اكتسابنا لمهارة تحديد الأهداف هي أولى خطوات النجاح.
اذا كنت لا تعرف الى أي مكان تتجه فكل الرياح غير مواتية .. سنيكا – فيلسوف روماني
محمد أبو قلبين
مدير عام المركزي للتدريب والتطوير/ الأردن

Tuesday, April 17, 2007

ومضات في إدارة الذات



يقول الله تعالى: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
صدق الله العظيم
وروي عن عيسى عليه السلام قال: " ماذا يكسب الإنسان إذا فاز بكل شيء وخسر نفسه "
النفس... الذات... ذلك الخليط الشعري المنظم بإيقاع طاقاتها وقدراتها ومشاعرها وتناسق خطواتها وطموحاتها وأهدافها، كيف تحولها من فوضى السلبية والانسياق للطوارئ إلى الايجابية وإنجاز الواجبات المطلوبة. فالنفس تركيب خطير خاصة إذا وقفنا بها على منحنى قيادتها وإدارتها وتسييرها بموسيقى التنظيم .

كيف نجتث ما سارت عليه بحكم عضويتها في مجتمع الهدر للأوقات والذوات، بل كيف ننجح الخطط الاستثمارية في تربتها الخصبة بعد تسويتها ؟ خاصة اننا ندرك المشكاة الحقيقية التي تعتري مجتمعاتنا في شيوع الفوضى والانسياق وراء الطوارىء دون نضوج ايام حياتنا
إنه التأمل... الخطوة الأولى في طريق المريد فالمكان يعج بأصدقاء عاتبين على وقت لم نمنحهم إياه في جلسة ود وتبادل لأحاديث الصداقة، ومن اولى بدرء معاتبته كالنفس التواقة لتعرف امكاناتها وزلاتها ومبتغاها، التأمل ذلك البناء المتناسق في صياغة حياتنا وتوازنه والذي يشبه تركيبة الشعر المنظم الذي يترك خلودا وجمالا على الكلام .
الوقت هو البداية ولو قل.
اصطحب أدوات تديم استمرارية أثر لحظات التفكير، وأنت تقول لذاتك من أنا ؟!
اكتب ردها !!! وعدِّله أن لم يعجبك، ثم اسأل نفسك ماذا أريد ؟ واكتب ما تمليه عليك وأعد عليها السؤال، وعدل ما كتبت حتى تصل إلى بيت الشعر النفسي ذي الإيقاع الخالد المنسجم مع السؤال الأول ثم تابع تجلي ذاتك أمامك، واسألها عما يؤهلها لما تريد، واكتب وعدل أيضاً ثم عاود استدراجك واسألها عما يعيقها فيما تريد واكتب فقرة جديدة في خطة تغيير نفسك وإدارتها، ثم أعد على نفسك سؤال ما يلزم لاستثمار ما يعينك في قدراتك وطاقاتك لتحقيق ما تريد، واجعل لنفسك من كل أسبوع شيء تريده وجلسة تخطيط مثل تلك، وجلسة تقييم لما أنجزت وهنا تذكر حال ما وصفته " شيري بايكوفسكي"
" إذا كنت تعتقد أنك منشغل جداً بدرجة لا توفر لك وقتاً للتنظيم، فإنك بذلك تكون أولى بالتنظيم من شخص يملك ما يكفيه من الوقت والطاقة اللذين يشجعانه على بعثرة مقتنياته".
حياتنا من صنع أفكارنا.
وتعال لنتذكر معاً شخصين ولدا عام 1910 الأول ولد ناجحاً في يوم ناجح بدرجات دراسية متفوقة وتزوج من امرأة ناجحة شاركته همومه وأفكاره، قضى حياته في إنجازات ناجحة واغتنم الفرص وطور نفسه ومواهبه وشارك مجتمعه حملات نشر الوعي والتطوير ومات عام 1980 وبقي ذكره حياة في قلوب من شاركهم همومهم وتطورهم
وشخص آخر ولد عادياً أيضاً عام 1910 في يوم عادي بدرجات دراسية عادية قضى حياته لا يدري له هدفاً، قضى وقته في أعمال هامشية متفرقة. لم يخض أبداً في مخاطر
وهموم الآخرين وقضايا مجتمعه لم يغتنم أية فرصة، كان شعاره المفضل " القناعة كنز لا يفنى"، فلم يشعر به احد، مات عادياً عام 1980، ومات حياً عام 1932 ودفن عام 1980.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات فأي ذات تختار، وهل نترك لذاتنا عنان الفوضى أم نفسح بإرادتنا لها طريق الطموح والنجاح.
وهل نتركها كـ " أليس في بلاد العجائب " ...
لا تدري وجهتها فلم تأبه بعد أي الطرق تسلك أم نجعل سبيلنا معها استراتيجية التطور والمعالي... وهذا ابن القيم يذكرنا بانما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة وسير الليل فاذا حاد المسافر عن الطريق ونام الليل كله فمتى يصل الى مقصده .
لا بل تفاءل بأنك تملك الكثير مما ينبغي لملمته، وقاوم محاولاتك للهروب بجلسات التأهل وسمّها جلسات النجاح.
يعينك عليها قراءة كتب كثيرة في تنظيم الوقت والذات، وارتيادك للفرص التي تقدمها دور الخبرة في التدريب الإداري للذات والوقت والتخطيط و ... الخ من أطروحات النجاح مع النفس و الآخرين.
في ذكراك ولدَ ناجحاً وترك أثراً.
كتب الشاعر الألماني غوتـه :
"ما تستطيع أن تعمله أو تحلم بان تعمله ابدأ به..
إن الجرأة تحتوي على العبقرية والقوة والسحر..
فقط ابدأ وبعدها يسخن العقل.... ابدأه وسوف يكتمل العمل .